إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
شرح لمعة الاعتقاد
282647 مشاهدة print word pdf
line-top
انتشار سب الصحابة بعد القرون الثلاثة الأولى

وقد تسلط كثير من الولاة من ولاتهم على من يترضى عن الصحابة؛ وذلك لأنه في القرون الوسطى في القرن الرابع وما بعده تولى في مصر بنو عبيد؛ وكانوا إلى الرفض أقرب؛ فظهر الرفض هناك، وتولى في العراق بنو بويه وصارت لهم سلطنة وغلبت سلطنتهم على خلافة الخلفاء من بني العباس فصاروا يولون القضاة الذين على معتقدهم، الذين يسبون الصحابة ويبعدون من هو من أهل السنة، فعظم الخطب وكثروا وتمكنوا في العراق في يعني في مدة بني بويه.
وكذلك أيضا في خراسان الذي هو إيران الآن؛ كانت السنة فيها ظاهرة، وكان العلماء ظاهرين، ولكن في حدود القرن التاسع تمكن ولاة يقال لهم: الصفويون، ولما تمكنوا كانوا من غلاة الرافضة فتسلطوا على من يترضى عن الخلفاء، فكانوا يمتحنون كل أحد؛ ما تقول في أبي بكر وعمر ؟ فإذا قال: هما خليفتان راشدان قتلوه فورا، فقتلوا كل أهل السنة إلا من استخفى، أو من كان في أطراف البلاد، واستمروا على ذلك إلى أن قضوا على أهل السنة وصارت الولاية للرافضة، ولا يزالون إلى الآن، ولاية تلك البلاد مع سعتها إنما هي لكل رافضي، يسب الصحابة ويكفرهم، ويطعن في القرآن، ويطعن في السنة، ويغلو في علي .
ولا يغلون في بقية أولاد علي إنما في الحسن والحسين مع أن كثيرا منهم أيضا لا يترضون عن الحسن فيقولون: إنه بايع معاوية ومعاوية عندهم كافر فاجر؛ فما يترضون عنه؛ ولكن لم يجدوا بدا من أن يعترفوا بخلافته لأنه الذي تمت له الخلافة بعد أبيه، ولكنه رضي الله عنه كان يحب حقن الدماء فتنازل لمعاوية حتى لا يعظم الخطب، فالحاصل أن العلماء أدخلوا الخلافة في أمر العقيدة لمناقشة هؤلاء الرافضة.

line-bottom