إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
شرح لمعة الاعتقاد
231927 مشاهدة
انتشار سب الصحابة بعد القرون الثلاثة الأولى

وقد تسلط كثير من الولاة من ولاتهم على من يترضى عن الصحابة؛ وذلك لأنه في القرون الوسطى في القرن الرابع وما بعده تولى في مصر بنو عبيد؛ وكانوا إلى الرفض أقرب؛ فظهر الرفض هناك، وتولى في العراق بنو بويه وصارت لهم سلطنة وغلبت سلطنتهم على خلافة الخلفاء من بني العباس فصاروا يولون القضاة الذين على معتقدهم، الذين يسبون الصحابة ويبعدون من هو من أهل السنة، فعظم الخطب وكثروا وتمكنوا في العراق في يعني في مدة بني بويه.
وكذلك أيضا في خراسان الذي هو إيران الآن؛ كانت السنة فيها ظاهرة، وكان العلماء ظاهرين، ولكن في حدود القرن التاسع تمكن ولاة يقال لهم: الصفويون، ولما تمكنوا كانوا من غلاة الرافضة فتسلطوا على من يترضى عن الخلفاء، فكانوا يمتحنون كل أحد؛ ما تقول في أبي بكر وعمر ؟ فإذا قال: هما خليفتان راشدان قتلوه فورا، فقتلوا كل أهل السنة إلا من استخفى، أو من كان في أطراف البلاد، واستمروا على ذلك إلى أن قضوا على أهل السنة وصارت الولاية للرافضة، ولا يزالون إلى الآن، ولاية تلك البلاد مع سعتها إنما هي لكل رافضي، يسب الصحابة ويكفرهم، ويطعن في القرآن، ويطعن في السنة، ويغلو في علي .
ولا يغلون في بقية أولاد علي إنما في الحسن والحسين مع أن كثيرا منهم أيضا لا يترضون عن الحسن فيقولون: إنه بايع معاوية ومعاوية عندهم كافر فاجر؛ فما يترضون عنه؛ ولكن لم يجدوا بدا من أن يعترفوا بخلافته لأنه الذي تمت له الخلافة بعد أبيه، ولكنه رضي الله عنه كان يحب حقن الدماء فتنازل لمعاوية حتى لا يعظم الخطب، فالحاصل أن العلماء أدخلوا الخلافة في أمر العقيدة لمناقشة هؤلاء الرافضة.